المقاربات البيداغوجية التي تبناها المغرب
عرف التعليم بعد الاستقلال إصلاحات متعاقبة؛ وقد تم اعتماد مقاربات جاءت وفق الترتيب الآتي:
- أولا: المقاربة المضامينية أو بيداغوجيا المحتوى: وهي نموذج تقليدي قديم يتمركز حول المعرفة المنقولة، حيث ترتكز المقاربة بالمحتويات على تدريس المحتويات أو المضامين؛ أي التعليم التبليغي، فهي مجرد شحن لذهن المتعلم بجملة من المعلومات عن الحوادث والحقائق، ويمثل فيها المتعلم دور المستقبل للمعلومة، ولا يكون له دور فاعل في هذه العملية، ويعتمد المدرس دائما على أسلوب الإلقاء.
- ثانيا: المقاربة بالأهداف أو بيداغوجيا الأهداف: تم اعتمادها في ثمانينيات القرن الماضي، وهذه المقاربة تشتغل على المحتويات والمضامين في ضوء مجموعة من الأهداف التعليمية – التعلمية ذات الطبيعة السلوكية، سواء أكانت هذه الأهداف عامة أم خاصة، ويتم ذلك التعامل أيضا في علاقة مترابطة مع الغايات والمرامي البعيدة للدولة وقطاع التربية والتعليم. وبتعبير آخر، تهتم بيداغوجيا الأهداف بالدرس الهادف تخطيطا وتدبيرا وتقويما ومعالجة.
- ثالثا: المقاربة بالكفايات: هي مقاربة تربوية جديدة ومعاصرة تعمل على تزويد المتعلمين بوسائل لممارسة التعلم، وتعلمهم التصرف حسب الوضعيات، وتطمح إلى إزالة الحواجز بين المواد الدراسية، أو على الأقل العمل على التقليص من حدتها؛ إذن المقاربة بالكفايات تعمل على تزويد المتعلمين بالكفايات الضرورية التي يحتاجونها أثناء مواجهتهم لوضعيات مختلفة سواء في واقعهم الدراسي أو المهني أو الشخصي... والمتعلم في المقاربة بالكفايات هو محور العملية التعليمية التعلمية.
Aucun commentaire