Header Ads

التنشئة الاجتماعية




التنشئة   الاجتماعية هي سيرورة متواصلة ومتغيرة على امتداد الحياة، بحيث إنها تهدف إلى الاندماج الاجتماعي النسبي والمتروالي من لدن الشخص، وباعتبارها ،من ناحية أخرى، باعتبار أداة لاكتساب الشخصية من خلا استيعاب طرائق الحركة والفعل الضرورية( مقاييس وقيم وتمثلا ت اجتماعية...) بهدف تقصي درجة من التوافق النسبي عبر سياق الحياة الشخصية والاجتماعية للشخص داخل هذه الحياة المتغيرة دائما.(المصطفى حدية،التنشئة الاجتماعية بالوسط الحضري بالمغرب،ترجمة محمد بن الشيخ،مطبعة Rabat Maroc net ،2006،ص124)


ونهدف التنشئة الاجتماعية إلى إكساب الأشخاص في غير مشابه فترات نموهم(طفولة،مراهقة، رشد، شيخوخة) طرق سلوكية محددة،تتفق مع مقاييس الجماعة وقيم المجتمع،حتى يتحقق لهؤلاء التفاعل والتوافق في الحياة الاجتماعية في المجتمع الذي يعيشون فيه.وعملية التنشئة الاجتماعية تحدث بواسطة عمليات التفاعل الاجتماعية، فيتحول الشخص من كائن بيولولوجي إلى كائن اجتماعي،مكتسبا العديد من الاتجاهات النفسية والاجتماعية من خلال التعلم والتقليد،الأمر الذي يطبع سلوكه بالطابع الاجتماعي.

ويقوم المجتمع عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية بدور مهم في تحميس وتقوية بعض الأنماط السلوكية المراد فيها والتي تتوافق مع قيم المجتمع وحضارته...بينما يقاوم ويحبط أنماط أخرى من التصرف غير المراد فيها...(د.خليل م

·  يخائيل عوض،علم السيكولوجي الاجتماعي،دار النشر المغربية،1982،ص101-103)

وغالبا مايتم الخلط بين التنشئة الاجتماعية(socialisation) والتطبيع(conformisation) والإخضاع(soumission) والتثاقف(acculturation)،وعليه لإعلاء اللبس عن تداخل مفهوم التنشئة الاجتماعية مع المفاهيم المشار إليها،عن طريق تدقيق توضيح مفهوم التنشئة الاجتماعية وفق المقاربات السوسيولوجة والنفسية والثقافية الآتية:

- المقاربة السوسيولوجية:عرف ذلك المفهوم(التنشئة الاجتماعية) عديدة مقاربات متباينة أثناء التقدم التاريخي للمجتمعات الغربية،ولاسيما الأوربية؛في فترة الستينيات،فترة النمو،حيث كانت التطورية تحتل مكانة مميزة، منخلال التركيز على الفرضية الفيبيرية(نسبة لعالم الاجتماعweber)،التي تقول إن النمو السياسي والاجتماعي والاقتصادي متعلق بالتنشئة الاجتماعية،أي،بالقيم والتمثلات المستبطنة من طرف الشخص.وقد كانت أكثرية الدراسات ذات النزعة الاجتماعية المهتمة بالتنشئة الاجتماعية، تعتمد المقاربة المقارنة؛كما ظهرت بعض التخصصات في ذلك الميدان كالتنشئة السياسية التي كانت الموضوع المفضل للدراسات والبحوث.

وفي سنين السبعينيات،كان مراعاة البحوث منصبا بشأن منظور حديث يُعد عملية التنشئة الاجتماعية"كمفتاح" للمحافظة والصيانة والاستمرارية،عن طريق أجيال الطبقات المتعاقبة،وبصفة خاصة عن طريق الفوارق الاجتماعية.ولذلك انصبت المقارنات والدراسات بخصوص الجماعات الاجتماعية(الطبقات الاجتماعية،الأنماط السوسيو مهنية، الجنس...).

في أعقاب هذا،في الممارسات الحديثة بشأن التنشئة الاجتماعية،كان هناك توجها لتقطيع ميادين تحليلها إلى عديدة مجموعات صغرى(sous-groupe) مثل العائلة،المدرسة، السكن،فضاء اللعب...حيث تم دراسة تأثيرات التنشئة الاجتماعية وفق خصوصيات الأمكنة أو الأمكنة المؤسساتية،ومن أثناء مصطلحات الإدماج والتثاقف،وترسيخ التمثلات الذهنية والضوابط والمقاييس الاجتماعية.

-     المقاربة النفسية: التنشئة هي عملية تعلم الحياة الاجتماعية،أي هي الكيفية التي من خلالها يكتسب الشخص المقاييس والمعارف ونماذج التصرف والقيم التي تجعل منه فاعلا في مجتمع معين.كما تعمل التنشئة على إدماج النطام الاجتماعي من طرف الشخص وجعله كجزء من شخصيته والتعبير عن هويته.

المقاربة الثقافية:يذهب التيار الثقافي إلى ان بنية الشخصية تخضع للثقافة التي تميز مجتمعا بأكمله.والثقافة تعني بصفة خاصة نظام/منظومة قيم المجتمع.فالبنسبة لكاردينر(Kardiner)،كل نظام سوسيو- ثقافيتقابله شخصية قاعدية ما(personnalité de base).وعموما،فيما يتعلق للثقافيين،التنشئة الاجتماعية هي العملية التي من خلالها ينقل كل مجتمع قيمه للأجيال اللاحقة، ويفترضون ان القيم وباقي مكونات الإطار الثقافي تستدمج من طرف الشخص،وتشكل نوعا من البرمجة التي تضبط بأسلوب ميكانيكية سلوكه.(Haddiya El moustafa,socialisation et identité,éd1988,impr.Najah eljadida)

·           مقاصد التنشئة الاجتماعية: تهدف إلى غرس أسباب إخضاع داخلية للسلوك،إدخار الأحوال الجوية الاجتماعي المناسب،تقصي النضج السيكولوجي، تعليم الشخص المعارف والمهارات والقيم التي تمكنه من الاندماج في المجتمع.

·           أساليب وطرق عمل التنشئة الاجتماعية:التقليد،الملاحظة،التوحد(وهو تقليد لاشعوري للنموذج المقلد)،الضبط،المكافأة والعقاب...(سامي الأخرص، مجلة العلوم الاجتماعية،)

·                          مواصفات التنشئة الاجتماعية:

-     التنشئة الاجتماعية هي عملية نمو: حيث تنمو بنمو الطفل، من كائن بيولوجي يسيطر على سلوكه وحاجياته الفسيولوجية،إلى شخص ناجح متحرر إلى حاجز ما من أسبابه،فيصبح متحكما في انفعالاته ونزواته،محاولا النجاح بينها وبين متطلبات البيئة الاجتماعية.

-     هي عملية دينامية:لأنها حركة وتفاعل مستمران؛تفاعل بين الأشخاص،وبين الأشخاص والآخرينوالجماعات التي يتعامل معها الأشخاص.وهي عملية متواصلة،فهي سلسلة متصلة ومتتابعة من الاختلافات تنطلق من الطفولة وتتواصل إلى المراحل الأخرى.

-     هي عملية تعلم اجتماعي: حيت تتيح للشخص إمكانية التفاعل الاجتماعي مع الآخرين بواسطة مواقف وادوار متنوعة،فيكتسب العديد من الخبرات والاتجاهات النفسية. ومعه يشاهد نيوكومب(Newcomb,1959) أن مصطلح التنشئة الاجتماعية يمكن أن يشكل مرادفا للتعلم الاجتماعي.

كما أن هناك بعض المعطيات التي تؤثر سلبا(معوقات) في التنشئة الاجتماعية ومنها:التشاحن بين عناصر الجهاز السيكولوجي للشخص،تجريد الشخص من ادواره الاجتماعية، الانعزالية والانطوائية، الأساليب التربوية الخاطئة، عدم الثبات والتوازن العائلي، الداء والحوادث،الانفعالات الحادة،المناخ والطقس...   

·        أنواع التعلم المؤثرة في التنشئة الاجتماعية:

ومنها،التعلم المؤثر:حيث النمط السلوكي الدارس يكون متبوعا بتعزيز،ليصبح موافقا للمعايير والقيم المراد فيها؛ التعلم المباشر: وهو عبارة عن توجيه مقرر ومقصود للسلوك وممارسة التعزيز؛التعلم العرضي: وهو نتيجة لتعلم و تعزيز غير مباشرين و مقصودين؛ آثار العقوبة: استخدام القساوة لتلافي أنماط التصرف غير المراد فيها؛ التعلم من النماذج: وهو عبارة عن تقليد ومحاكاة لأنماط ونماذج سلوكية محددة؛ التقمص:وهو تقليد لأنماط سلوكية وأدوار اجتماعية محددة .

·        الأسباب والمؤسسات المؤثرة في التنشئة الاجتماعية:    

- الثقافة: تتأثر التنشئة الاجتماعية للشخص بالثقافة العامة للمجتمع.والثقافة هي التراث العام الذي ينحدر إلينا من أجيال سابقة ومتعاقبة،وتشمل المعتقدات والتقاليد والعرف،والقواعد الأخلاقية والدينية،والقوانين والفنون والعلوم والمعارف،والتقنية،وسلوكات ومشاعر الأشخاص والجماعاتوعلائقهم وتمثلاتهم... 

-العائلة: هي أكثر أهمية وأقوى الجماعات الأولية وأكثرها تأثيرا في تنشئة الطفل،وفي سلوكه الاجتماعي،وبناء شخصيته.فالأسرة هي التي تهذب الطفل وتجعل سلوكه مقبولا اجتماعيا،وهي التي تغرس في نفس الطفل القيم والاتجاهات التي يرتضيها المجتمع ويتقبلها. وهناك تغيرات أسرية تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل كنوع الرابطة بين الأبوين،اتجاهات الأبوين باتجاه الطفل ،الرابطة بين الإخوة،المكانة الاجتماعية والطبقية للعائلة،المستوى التعليمي والثقافي للعائلة...

- جماعة الأقران:نفوذ الأطفال بعضهم على بعض له مميزاته وفوائده في تشكيل حياتهم الاجتماعي،واكتسابهم العديد من الخبرات،و في إشباع حجاتهم النفسية،الأمر الذي يساعدهم على النمو الاجتماعي.

-الميديا: إذ تؤثر في التنشئة الاجتماعية عن طريق المراسلات ال

 سمعية أو البصرية او المكتوبة،حيث من خلال البيانات والأخبار والأفكار والاتجاهات وغيرها،تعكس جوانب متنوعة من ثقافة المجتمع واتجاهاته وعلاقاته الاجتماعية،فتعمل،بالتالي، على تنشئة الشخص على مقاييس واتجاهات اجتماعية محددة.

- المدرسة: المدرسة هي شركة واحدة من أكثر أهمية شركات التنشئة الاجتماعية المختصة، حيث تعمل على تلقين  العلم والمعرفة ونقل الثقافة من جيل إلى جيل.وهي تحاول إلى تقصي نمو التلميذ جسميا وعقليا ووجدانيا واجتماعيا، وتربيته على بعض القيم والمقاييس والاتجاهات الاجتماعية،و تجهيز ه على نحو يؤهله ليندمج إيجابا في مجتمعه .

ومن بين الطرق التربوية والنفسية والاجتماعية المعاونة على التنشئة الاجتماعية الإيجابية للدارس نذكر:سيادة طقس الطمأنينة والشعور بالنجاح،وتحقيق إشباع العطف والتقييم داخل المدرسة؛التوجيه والإرشاد والعطف المصحوب بالحزم،وإشاعة طقس الحرية والديمقراطية والتفهم؛ تعليم الاطفال الحياة الاجتماعية داخل المدرسة من خلالا حرية التعليم والتدبير الذاتي لجماعة الطلاب،وتكوين الاندية والجمعيات،تعلم تقدير ومراعاة القوانين والحق والواجب والمسؤولية...انفتاح المدرسة عبى محيطها الاجتماعي؛إدخار القدرات والوسائل التربوية والعينية والتجهيزية للمدرسة(ملاعب،مكتبات،أندية،وسائل ديداكتيكية...)؛إشباع كل حاجيات الدارس النفسية والاجتماعية والمعرفية...(د.خليل ميخائيل معوض،علم السيكولوجي الاجتماعي، 1982-بفعل-).

Aucun commentaire

Fourni par Blogger.