تؤثر صعوبات التعلم في الكيفية التي يتعلم بها الفرد أشياء حديثة، و الأسلوب التي يتعامل بها مع البيانات، و أسلوب تواصله مع الآخرين. و تشمل صعوبات التعلم جميع ميادين الحياة، وليس لاغير التعلم في المدرسة، كما من الممكن أن تؤثر في أسلوب تعلم المهارات الرئيسية مثل القراءة والكتابة و الرياضيات، و في كيفية تعلم مهارات عالية المستوى مثل التنظيم و إستراتيجية الوقت، التفكير المجرد، و إنماء الذاكرة الطويلة أو القصيرة النطاق و المراعاة. ف ما هي صعوبات التعلم ؟ أسبابها و أساليب مداواتها ؟
1- ما هي صعوبات التعلم؟
أ- توضيح مفهوم ويكيبيديا
صعوبات التعلم مصطلح عام يصف التحديات التي تجابه الأطفال ضمن عملية التعلم، ورغم أن بعضهم يكون جريحاً بإعاقة نفسية أو جسدية لكن الكثيرين منهم أسوياء، رغم أنهم يظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم: كـالفهم، أو التفكير، أو الوعي، أو الحيطة، أو القراءة (عسر القراءة)، أو الكتابة، أو التهجي، أو النطق ،أو فعل العمليات الحسابية أو في المهارات المتصلة بكل من العمليات الماضية. وتحتوي حالات صعوبات التعلم ذوي الإعاقة العقلية والمضطربين انفعالياً والجرحى بأمراض وعيوب السمع والنظر وذوي الاحتياجات الخاصة بشرط ألا تكون هذه الإعاقة هي داع الصعوبة يملك.
ب- توضيح مفهوم جمعية الأطفال والكبار ذوي صعوبات التعلم (1985)
تعتبر صعوبات التعلم وضعية مستمرة ، ويفترض أن تكون ناتجة عن أسباب عصبية تتدخل في نمو الإمكانيات اللفظية وغير اللفظية، وتوجد صعوبات التعلم كحالة إعاقة جلية مع وجود مقدرة عقلية عادية إلى فوق العادي، وأنظمة حسية حركية متكاملة وفرص تعليم كافية. وتتنوع تلك الوضعية في درجة ظهورها وفي درجة شدتها. وتؤثر تلك الوضعية أثناء حياة الشخص على تقييم الذات، التربية، الوظيفة، التكيف الاجتماعي، وفي نشاطات الحياة اليومية.
ج- توضيح مفهوم المملكة السعودية
تعتبر صعوبات التعلم وضعية متواصلة، ويفترض أن تكون ناتجة عن أسباب عصبية تتدخل في نمو الإمكانيات اللفظية وغير اللفظية، وتوجد صعوبات التعلم كحالة إعاقة جلية مع وجود تمكُّن عقلية عادية إلى فوق العادي، وأنظمة حسية حركية متكاملة وفرص تعليم كافية. وتتنوع تلك الوضعية في درجة ظهورها وفي درجة شدتها. وتؤثر أثناء حياة الشخص على تقييم الذات، والتربية، و الوظيفة، و التكيف الاجتماعي، وفي كل نشاطات الحياة اليومية.
مفهوم صعوبات التعلم
2- نشأة صعوبات التعلم
بدأ المراعاة بصعوبات التعلم في الأساس في الميدان الطبي، وخصوصا من قبل العلماء المهتمين بما يعلم هذه اللحظة باضطرابات النطق، أما دور التربويين في إنماء وتعديل حقل صعوبات التعلـّم فلم يتضح بشكل كبير سوى في مستهل القرن العشرين، و لاسيما في الستينات من القرن الفائت، حيث ظهر مصطلح صعوبات التعلـّم حين قام ” صموئيل كيرك ” Samuel A. Kirk الطبيب النفسي الأمريكي في عام 1962 بإعداد كتاب جامعي يتحدث عن التربية المخصصة ظهر فيه أول التعريفات المخصصة بصعوبات التعلم.
وفي نفس العام أيضاً كانت الطليعة العلمية عندما استخدم كل من كيرك و بيثمان ذلك المصطلح لوصف عدد من الأطفال في الفصول الدراسية الذين يتكبدون من صعوبات تعلم القراءة والتهجي أو فعل العمليات الحسابية .
وفي عام 1963 عقد اجتماع حضره التربويون وعلماء النفس والمهتمون بموضوع صعوبات التعلم وهذا لنقاش واكتشاف مشاكل الأطفال المعاقين إدراكيا.
وفي عام 1975 تم موافقة مصطلح ” صعوبة التعلم ” في التشريع الفيدرالي (التعليم لكل الأطفال المعاقين) وقد كانت تلك هي الخطوة الأخيرة لاستقرار المصطلح على المستوى الوطني في أعقاب أتعاب هائلة لتحسين توضيح مفهوم أكثر تحديدا له وللمعايير المرتبطة به في الدفتر الفيدرالي عام 1977.
وامتازت حقبة السبعينيات أيضاً بظهور التشريع العام 94 / 142 ، والذي يُعد عند التربويين من أفضَل القوانين التي ضمنت لذوي الإعاقات على العموم مستحقاتهم في التعليم والخدمات الأخرى المساندة، وحددت أدوار المتخصصين وحقوق أسرهم، وقد كان لمجال صعوبات التعلـّم نصيب عظيم كغيره من ساحات الإعاقة فيما مقال عليه ذلك التشريع ، وقد تحول مسمى ذلك التشريع وأصبح يعلم هذه اللحظة بالقانون التربوي للأشخاص الذين يملكون إعاقات، وقد أعطى ذلك التشريع منذ ظهوره في عام 1975م الجمعيات والمجموعات الداعمة لمجال صعوبات التعلـّم قاعدة قانونية يستفيدون منها في مناداتهم ومطالباتهم بتقديم تعليم بدون مقابل ملائم للطلاب الذين يملكون صعوبات تعلـّم.
وقد تم الاعتراف رسمياً بصعوبات التعلم بمقتضى التشريع العام للولايات المتحدة 91/230 عام 1969 المخصص بالأطفال ذوي صعوبات التعلم.
3- مفاضلة صعوبات التعلم عن بعض المصطلحات المشابهة
صعوبات التعلم
4- تصنيف وأنماط صعوبات التعلم
يصنف الخبراء في ميدان صعوبات التعلم تلك الأخيرة إلى مجموعتين رئيسيتين :
1- صعوبات التعلم النمائية Developmental Learning Disabilities
تتعلق تلك الصعوبات بالوظائف الدماغية، وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطفل في تحصيله الأكاديمي، وقد يتسبب في حدوثها هو قلاقِل وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي، و تؤثر تلك الصعوبات على العمليات ما قبل الأكاديمية، مثل الحذر والإدراك و الذاكرة والتفكير و اللغة، والتي يعتمد عليها التحصيل الأكاديمي، وتشكل أكثر أهمية الأساسيات التي يقوم عليها النشاط العقلي المعرفي للشخص.
2- صعوبات التعلم الأكاديمية Academic Learning Disabilities
ويقصد بها صعوبات الأداء المدرسي المعرفي الأكاديمي، والتي تتمثل في القراءة و الكتابة والتهجئة و التعبير الكتابي و الحساب، وترتبط تلك الصعوبات إلى حاجز هائل بصعوبات التعلم النمائية.
صعوبات التعلم
فيما يأتي جرد لأهم صعوبات التعلم الأكاديمية، و نبدة عن كل منها ، على أن نخصص نصوص منفردة تتناول كل صعوبة على حدى:
أ- عسر القراءة (صعوبات القراءة)
وهو مصطلح معلوم باسم “ديسلكسيا” أي عدم تمكن التلميذ من القراء، و تنقسم إلى نوعين:
صعوبات القراءة : يتضح التلاميذ الذين يتكبدون من تلك الصعوبة مقدرة هابطة في اكتساب مهارات القراءة والكتابة، و غالبا تسبب تلك الصعوبات في تجنب القراءة والكتابة ومحاولة تعلم المادة عن ظهر قلب، بهدف اخفاء صعوبات القراءة. و من أشكال صعوبات القراءة : انعدام الدقة في القراءة و القراءة ببطء و صعوبات في إستيعاب المقروء و صعوبة الهجاء، الكتابة العكسية للكلمات والحروف، وأحيانا حتى صعوبات لغوية في ترتيب الجمل والتمييز بين الأصوات.
صعوبات الاستيعاب : نتحدث عن ذلك المفهوم عندما لا يمكنه التلميذ إستيعاب معاني المفردات والفقرات اللغوية والجمل.
ب- صعوبة الكتابة (ديسجرافيا)
يوميء ذلك المصطلح إلى عدم تمكن التلميذ من الكتابة، أو أنه لا يمكنه التفكير خلال الكتابة.
ج- قلاقِل الحذر والتركيز
تبدو القلاقِل في الحذر والتركيز (ADD) في صعوبة الحفاظ المتواصل على الحذر، تشتت العقل وحساسية عظيمة للمؤثرات الخارجية. عندما تكون القلاقِل في الحيطة والتركيز مقترنة بالنشاط الباهظ (ADHD)، يصاحب تلك المظاهر والاقترانات نشاط مفرط، اندفاع (تهور)، تقلب رومانسي وصعوبة في إرجاء الاكتفاء (إشباع الرغبات).
د- صعوبة الحساب (ديسكالكيولا)
يقع تأثيرها على التمكن من اكتساب المهارات الحسابية، و يمتاز التلاميذ الذين يتكبدون من تلك الصعوبة بقصور في إستيعاب الرابطة بين الأرقام، صعوبات في الوعي البصري أو السمعي للأرقام، كما يتكبدون كذلك من صعوبة في تصرف العمليات الحسابية وغيرها.
ت- صعوبة الحركة (ديسبراكسيا)
يعبر ذلك المصطلح عن اضطارب التكامل الحسي وتشمل مشكلات «الاتزان – التوافق بين تأدية اليد والبصر»، أي عدم تمكن التلميذ من تنسيق و السيطرة على الحركات البسيطة مثل الكتابة والتقطيع، أو الحركات الأكثر تعقيدا مثل الركض والقفز.
5- ما هي إشارات صعوبات التعلم؟
من العسير الكشف عن صعوبات التعلم نتيجة لـ تعقدها و تداخلها مع مظاهر واقترانات أخرى، إلا أن المتخصصون من المعتاد أن يستكشفونها بواسطة قياس ما يحققه الطفل بالمقارنة مع المتوقع منه على حسب مستوى ذكائه وعمره، و بصفة عامة هناك بعض الشواهد التي تدل على وجود صعوبة في التعلم، نلخصها فيما يأتي:
قبل أربعة أعوام:
عسر في نطق المفردات.
عسر في الالتزام بالنغمة خلال الغناء أو الإنشاد.
مشاكل في تعلم الحروف والأرقام والألوان والأشكال و أيام الأسبوع.
صعوبة في إستيعاب الاتجاهات ومتابعتها، وفي اتباع الروتين ايضاً.
صعوبة في الامساك بالقلم أو الطباشير أو المقص.
صعوبة في التداول مع الأزرار و ربط الحذاء…
من سن أربعة إلى تسعة:
صعوبة في الربط بين الحروف وكيفية نطقها.
صعوبة في ربط أصوات الحروف ببعضها لنطق كلمة.
يمزج بين المفردات عندما يقرِِؤها.
يخطىء في التهجي دائما، ويخطىء في القراءة طول الوقت.
صعوبة في تعلم المفاهيم الرئيسية للحساب مثل الجمع والطرح.
صعوبة في قراءة الوقت وتذكر مركز أجزاء اليوم والساعة.
بطىء في تعلم المهارات الحديثة.
من سن تسعة إلى خمسة عشر:
صعوبة في قراءة المقالات وإجراء العمليات الحسابية.
صعوبة في الإجابة على الأسئلة التي تفتقر إلى الكتابة.
يتجنب القراءة والكتابة.
كتابة كلمة واحدة بأكثر من أسلوب في موضوع واحد.
تدهور في المركز والتنظيم.
لا يمكنه الاندماج في مباحثات الفصل والتعبير عن أفكاره.
رداءة الخط.
الخطاطة الآتية تلخص أكثر أهمية صعوبات التعليم و مواصفات كل صعوبة على حدى
أشكال صعوبات التعلم
6- عوامل صعوبات التعلم
أظهرت الدراسات الجديدة وجود عوامل متنوعة و متداخلة لصعوبات التعلم، نوجزها فيما يأتي:
خلل ونقائص في نمو المخ
أثناء فترات نمو الجنين، قد تتم بعض الخلل والنقائص والأخطاء التي قد يقع تأثيرها على تكوين و اتصال الخلايا العصبية ببعضها القلة، و يعتقد العلماء أن تلك الأخطاء أو الخلل والنقائص في نمو الخلايا العصبية هي التي تؤدي إلى ظهور صعوبات التعلم نحو الأطفال.
الخلل والنقائص الوراثية
يلمح في أغلب الأوقات انتشار صعوبات التعلم في أسر محددة، و يعتقد أن ذلك الشأن يرجع لأساس وراثي، فعلى طريق المثال فإن الأطفال الذين يفتقدون بعض المهارات المطلوبة للقراءة مثل سماع الأصوات المتميزة والمفصلة للكلمات ، ربما أن يكون واحد من الوالدين يتكبد من إشكالية مشابهة .
مشكلات خلال الحمل و الولادة
من الممكن أن يتعلق ظهور صعوبات التعلم عند الطفل بالمراحل التي تسبق ولادته، ففي بعض الحالات يتفاعل الجهاز المناعي للأم مع الجنين كما إذا كان جسما غريبا يهاجمه، وذلك التفاعل يقود إلى اضطراب فى نمو الجهاز العصبي لذلك الأخير.
في حالات أخرى، قد يأتي ذلك اعوجاج للحبل السري بشأن ذاته خلال الولادة الأمر الذي يقود إلى قلة تواجد مفاجئ للأوكسجين الذي يبلغ للجنين، الأمر الذي يقود إلى الإعاقة في عمل المخ وصعوبة في التعلم في الكبر.
كما يمكن ايضا أن يسبب التدخين أو تناول المسكرات، أو بعض العقاقير الخطيرة خلال الحمل إلى مكابدة الطفل من صعوبات التعلم .
مشكلات القذارة و البيئة
أثبتت الأبحاث أن القذارة البيئي من الجائز أن يقود إلى صعوبات التعلم نتيجة لـ تأثيره المؤذي على نمو الخلايا العصبية، وقد أظهرت الدراسات أن الرصاص وهو من المواد الملوثة للبيئة والناتج عن احتراق البنزين والموجود أيضاً في مواسير مياه الشرب، من المحتمل أن يقود إلى عديد من صعوبات التعلم.
7- دواء صعوبات التعلم
رأينا فيما في وقت سابق من ذلك النص أن لصعوبات التعلم أسبابا متنوعة، و من الطبيعي أن يكون الدواء متناسبا مع طبيعة الصعوبة التي يتكبد منها الطفل و درجة خطورتها، و من الطبيعي ايضاً تظافر المشقات بين غير مشابه المتدخلين في تربية الطفل من آباء و مدرسين و أطباء نفسيين. و عموما، يمكن التخفيف من الآثار المحتملة لصعوبات التعلم عن طريق تنشيط التوجيهات الآتية:
أ- تفهم الأبوين للمشكلة
يلزم على الآباء أن يتفهموا طبيعة مشكلات أبنائهم و أن يساعدوا المدرسة في تشييد برنامج علاجي لهؤلاء الأولاد بعيدا عن التوترات النفسية.
ب- البرنامج التعليمي المخصص
يلزم إستراتيجية برنامج تعليمي خاص موائم لكل طفل وفق نوع الصعوبة التعليمية التي يتكبد منها، ويكون هذا بالتعاون بين الأخصائي السيكولوجي والمدرس والعائلة.
ج- التشخيص والتدخل المبكر
إن تشخيص وضعية الطفل الجريح ينبغي أن تحدث تحت مراقبة الأخصائيين النفسيين ، و متى ما كان التشخيص مبكرا، متى ما تمكنا من التداول على نحو أفضل مع الطفل، و تجنب العديد من سوء الاستيعاب.
د- التعاون بين المدرسة والأسرة
تؤثر صعوبات التعلم على الحياة ككل، ولذلك يلزم أن يكون البرنامج العلاجي شاملا لكل نواحي التعلم، و بتنسيق كامِل بين العائلة و المدرسة.
حاولنا في ذلك النص أن نقارب مفهوم صعوبات التعلم، و نبرز دوافعه و أساليب مداواته، على أن نتحدث عن كل صعوبة تعليمية بشكل مفصل في نصوص مرتقبة إن شاء الله.
Aucun commentaire